مـسجد عمــي مــوسى العـتيق

خلق تحدي سكان بلدية عمي موسى بولاية غليزان سنة 1878م للاستعمار الفرنسي الّذي بنى كنيسة بذات البلدية ظهور أوّل مسجد بطابع عمراني مميّز تداخلت فيه الهندسة التركية والرومانية بمسحة إسلامية عزّزت قوّة الشّخصية الفذّة لسكان المنطقة الّذين رسموا لوحة من التّلاحم والتّآخي للدفاع عن الهوية الوطنية رغم طغيان الآلة الاستعمارية ومحاربتها لكلّ ما له علاقة بالشّخصية الجزائرية.

فقد قلّبت مجموعة من كبار المنطقة أوراق محطة تاريخية من ذاكرة المنطقة في سرد للوقائع الّتي ولّدت ظهور هذا الصرح الديني الّذي أصبح يستغيث، حيث كشف أحدهم بأنّ السلطات الاستعمارية قامَت خلال تلك الفترة ببناء كنيسة لتمكين المعمّرين من أداء شعائرهم، وهو ما أثار سكان بلدية عمي موسى الّذين قرّروا بناء مسجد وكان لهم ما أرادوا سنة 1878م، رغم صعوبة المأمورية الّتي نفّذت في تحد كبير.
ويتميّز هذا الفضاء الروحي الرّحب بتداخل هندسته، حيث صنع لوحتها فسيفساء امتزجت في الحضارة الهندسة التركية بالرومانية وغطّتها المسحة الإسلامية الأصيلة، وقد مكّن آنذاك السكان من القيام بكل شعائرهم الدينية، وبقي شامخا شموخ الجبال في جزائر الاستقلال، حيث تخرّج منه آلاف الطلبة الوافدين من كلّ المناطق الّذين تتلمذوا على نخبة من المشايخ والأئمة الأفاضل ونالوا شهادات أهّلتهم لضمان مناصب عمل في شتّى المجالات على غرار التّعليم والمحاماة.
لكن ومع تعاقب الزمن انقلب وضعه فأصبح غير مستغل بعد أن ظهرت على جدرانه تشققات وأصبح فضاء مهجورًا رغم قيمته التاريخية والفنية التي لن تجد لها مثيلاً عبر كامل ربوع الولاية. وبالمقابل تتطلّع مجموعة من الشباب الّذين التقتهم ''الخبر'' إلى تخصيص ميزانية لترميمه قبل اندثاره وتحويله إلى معلم تاريخي أو مدرسة قرآنية.

صــورا للمسجد

المسجد العتيق

صور للمسجد العتيق

(53 Images)